[size=21]المجرات
يجزم أغلب المختصين على أن الكون ولد منذ ما يقرب من 15 مليار سنة نتيجة انفجار هائل في ما يعرف باسم (البيغ بانغ). لا أحد يعرف ما الذي حصل حينها بالضبط, لكن من المرجح أن الكون تشكل انطلاقا من مركز دقيق وجد كثيف ذي حرارة خيالية, وأنه بدأ بعد الانفجار مباشرة في التمدد, و في بضع دقائق تكونت عناصر المادة, وبعد ملايين السنين تجمعت المادة لتشكيل أولى المجرات. ينقسم دارسو مستقبل الكون إلى فريقين, لكن الأغلبية مع أنه في تمدد, و هنا تبرز نظريتان: الأولى تقول بأن الكون سيتمدد إلى اللانهاية, والأخرى تؤكد على أن هذا التمدد محدود وأن الكون سيبدأ يوما ما في التقلص ليتركز في نقطة واحدة فاسحا المجال لانفجار عظيم آخر.
تعريف المجرات
إن لفظة الكون تعبر عن كل ما هو موجود,ليس فقط الأرض و الأحياء وإنما أيضا: الكواكب,النجوم,المجرات و حتى الفراغات التي تفصل بينها.
بوجودها في مركز النظام الشمسي,فإن الشمس لا تشكل سوى واحدة من 100 مليار نجم ينتمي إلى مجرتنا درب التبانة ,والتي هي أيضا ليست سوى مجرة من مئة مليار أخرى تملأ الكون الفسيح,ولقد وجد هذا الكون منذ 15 مليار سنة بعد الانفجار العظيم (البيغ-بانغ),كما نظن أيضا أنه في تمدد مستمر.
ماذا نقصد إذن بالمجرات؟ المجرات هي تجمعات واسعة من النجوم, تشكلت بعد نشوء الكون انطلاقا من سحب هائلة من الغاز و الغبار في دوران حول نفسها,وكما سبق ذكره فالكون يضم حوالي100 مليار مجرة .ولو افترضنا وجود مركبة تسير بسرعة الضوء ,لاحتاجت إلى عدة آلاف من السنين لتجتاز مجرة واحدة.وفيما يلي ثلاث أشكال تصنف حسبها المجرات:
الطريق اللبني:
مجرتنا درب التبانة أو طريق اللبانة كما يحلو للبعض تسميتها ,هي مجرة حلزونية مكونة من النجوم والغازات و الغبار الكوني, سميت كذلك لأنها تظهر في الليالي الصافية كطريق أبيض من اللبن أو التبن.وتنتمي المجموعة الشمسية لذراع الجبار إحدى الأذرع المتفرعة عن مركز المجرة.كما هو موضح:
شرح مختصر لدورة النجوم
تمتد حياة النجوم لملايين من السنين, وهي كلها مكونة انطلاقا من سحب عظيمة من الغاز و الغبار تدعى السدم. إلا أن فترة تعميرها مرتبطة أساسا بحجمها و باحتياطها من الهيدروجين. فالنجوم التي بحجم الشمس مثلا تعمر لما يفوق 10 مليارات من السنين, أما الأكبر حجما و كتلة فإنها على الرغم من غناها الطاقي و الحراري لا تتعدى 10 ملايين سنة في العادة
تقوم سحابة عظيمة من الغاز و الغبار بالدوران حول نفسها و بتأثير جاذبيتها فإنها تجمع المادة في مركزها , هذه الأخيرة التي تنقسم إلى المئات من النجوم الوليدة
كل من هذه النجوم الحديثة تبدأ بدورها في الرفع من حرارتها حتى تنطلق عملية الاندماج النووي التي تترجم في انبعاث للطاقة في شكل أشعة فوق بنفسجية.
ونظرا لعنف التفاعلات النووية فإن بقايا الغبار و الغازات تطرد بعيدا فلا تتبقى سوى نجمة ساطعة شابة. وتستمر النجمة في السطوع بنفس القدر لمدة 10 مليارات سنة , وقد دخلت الشمس هذه المرحلة منذ 5 مليارات عام , و هذا يعني أنها في أوج عطائها
إلا أن دوام الحال من المحال , فلا تلبث النجمة أن تستنفذ مخزونها من الهيدروجين , مما يؤدي إلى تسخين مركزها , تضاعف حجمها , و تبريد سطحها , فيتحول لونها إلى الأحمر.
عندما تنعدم الاحتراقات تدخل النجمة مرحلة الاحتضار و تبدأ في التقلص لتصبح قزما أبيض يبرد ببطء ليتحول في النهاية إلى قزم أسود.
لا تتحول كل النجوم إلى أقزام بيض , فبعضها كبير جدا و يتقلص بسرعة كبيرة لدرجة الانفجار. هذه الانفجارات تدعى السوبر نوفا . و يمكن لقلب السوبر نوفا أن يأخذ شكل نجم نيوتروني جد ضئيل و كثيف , أو يتحول إلى ثقب أسود.
[/size]